إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم الدكتورة كانديس ماذرز، طبيبة علاج طبيعي
قد تتخيل الألم والاحمرار والتورم عند التفكير في لدغات النحل. تسبب إبرة النحلة ألمًا طفيفًا عند اختراقها للجلد ولكن السم الذي يفرزه النحل هو السبب الرئيسي للألم الناتج عن لدغاته.
سم النحل، المعروف أيضًا باسم أبيتوكسين، هو سائل حمضي شفاف عديم الرائحة. تفرز شغالات النحل السم من غدد خاصة لديها، والغرض الرئيسي من ذلك السائل الحمضي هو حماية المستعمرة من الحيوانات المفترسة. ويمكن أن تنقل لدغة نحلة واحدة ما يصل إلى 150 ميكروجرامًا من السم. قد تكون لدغات النحل التي تنقل من 200 إلى 1500 ميكروجرام من سم النحل قاتلة حسب وزن الشخص.
يحتوي سم النحل على مجموعة كبيرة من الجزيئات مثل البروتينات والأحماض الأمينية والفوسفوليباز A2 والميليتين وهو المكون الرئيسي له.
يُطلق على استخدام منتجات نحل العسل مثل البروبوليس, وغذاء ملكات النحل وسم النحل للأغراض الصحية والطبية اسم العلاج بالنحل. وقد استخدم العلاج بسم النحل لأغراض متعددة بدءًا من علاج الجسم من حساسية النحل إلى علاج حالات الألم المزمن.
تقدّم الأبحاث فهمًا أعمق لفوائد سم النحل وتوضّح فائدة استخدامه طبيًا لعلاج الأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد التأتبي والصدفية والبهاق وحب الشباب، ومكافحة علامات التقدم في العمر.
إن استخدام المنتجات الموضعية عالية الجودة التي تحتوي على سم النحل قد يكون له فوائد قوية لصحة الجلد.
يعد التهاب الجلد التأتبي من الأمراض الجلدية المزعجة حيث يسبب الحكة وجفاف الجلد وتشققه وظهور الطفح الجلدي أو ظهور نتوءات صغيرة بارزة على الجلد وزيادة سمكه. يظهر التهاب الجلد التأتبي عادةً في ثنايا الجلد، مثل ثنايا المرفقين وخلف الركبتين، ولكنه قد يظهر على أي سطح من الجلد.
وجدت دراسة حديثة عن العبء العالمي للمرض إصابة حوالي 20% من الأطفال و10% من البالغين في جميع أنحاء العالم بالتهاب الجلد التأتبي. ولا يزال سبب التهاب الجلد التأتبي غير معروف ولكن قد يلعب نقص الزنك دورًا في هذه الحالة. تشير الدراسات إلى أن استخدام سم النحل موضعيًا قد يكون مفيدًا لمرضى التهاب الجلد التأتبي.
شملت إحدى الدراسات 136 مشاركًا مصابًا بالتهاب الجلد التأتبي. تلقى المشاركون إما مرطبًا يحتوي على سم النحل وبروتين الحرير، أو دواءً وهميًا لمدة 4 أسابيع. وجدت الدراسة أن أعراض التهاب الجلد التأتبي لدى المشاركين الذين استخدموا كريم سم النحل أصبحت أقل حدة من المجموعة الضابطة. ذكرت مجموعة العلاج تعرضها لحكة أقل من المجموعة الضابطة.
اقترحت الدراسة أن الاستخدام الموضعي لسم النحل يمنع تحلل الخلايا البدينة. الخلايا البدينة هي خلايا مناعية تحتوي على حبيبات السيتوكينات والهيبارين والهستامين. يلعب الهستامين دورًا مهمًا في الاستجابة التحسسية التي تسبب الحكة. وتحلل الخلايا البدينة هي العملية التي تطلق فيها الخلايا البدينة الهستامين في مجرى الدم.
تشير الدراسات إلى أن سم النحل قد يمنع تحلل الخلايا البدينة، وقد يكون هذا مفيدًا في علاج اضطرابات أخرى تنتج عن تراكم الخلايا البدينة مثل الصدفية.
الصدفية مرض جلدي ومناعي مزمن حيث تتكاثر خلايا الجلد بسرعة كبيرة. يسبب المرض بقعًا قشرية ملتهبة تظهر غالبًا على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأجزاء أخرى في الجسم وتكون خشنة ومثيرة للحكة.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 4.8٪ من السكان مصابون بالصدفية. تشير الأبحاث إلى أن سم النحل قد يكون مفيدًا في تحسين أعراض مرض الصدفية. أرادت إحدى التجارب السريرية العشوائية مزدوجة التعمية دراسة تأثيرات سم النحل على 50 مريضًا مصابًا بالصدفية اللويحية الموضعية المستعصية.
حالة الصدفية المستعصية هي الإصابة بالصدفية لمدة عامين على الأقل مع عدم نجاح علاجين مضادين للصدفية على الأقل. قسمت الدراسة المشاركين إلى مجموعتين، مجموعة تلقت العلاج بسم النحل والأخرى تلقت دواءً وهميًا. تم حقن سم النحل أو الدواء الوهمي في آفات الصدفية لمدة 12 أسبوعًا.
ووجدت الدراسة أن 92% من مجموعة العلاج شهدوا اختفاءً كاملًا لجميع آفات الصدفية. كما لوحظ انخفاض في مستوى عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha). TNF-alpha هو سيتوكين مرتبط بزيادة الالتهاب وموت الخلايا.
تشير الأبحاث إلى أن سم النحل قد يكون بنفس قوة الكركمين، كمضاد للالتهابات.
حب الشباب، المعروف طبيًا باسم حب الشباب الشائع، هو حالة جلدية شائعة تؤثر على المراهقين والشباب. حب الشباب عبارة عن نتوءات طرية مرتفعة وبثور مليئة بالصديد. وقد تظهر الرؤوس السوداء أيضًا. غالبًا ما يصاحب هذا المرض الجلدي أيضًا بعض الأعراض المزعجة ومنها الالتهاب والألم.
يرتبط تناول جرعات عالية من بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب12 وب6 بظهور حب الشباب، ولكن يُعتقد أن السبب الرئيسي لظهور حب الشباب هو البكتيريا، وخاصة بكتيريا "البروبيونية العدية" (Cutibacterium). تشير الدراسات إلى أن سم النحل قد يكون له أنشطة مضادة للبكتيريا تفيد في علاج حب الشباب. ركزت دراسة عشوائية مزدوجة التعمية على آثار مستحضرات التجميل الغنية بسم النحل على حب الشباب.
تم تقسيم اثني عشر مشاركًا إلى مجموعتين منفصلتين. تلقت إحدى المجموعتين مستحضرات تجميل تحتوي على سم النحل، بينما تلقت المجموعة الأخرى مستحضرات تجميل لا تحتوي عليه لمدة أسبوعين. وجدت الدراسة أن مجموعة العلاج شهدت انخفاضًا في آفات حب الشباب الالتهابية وغير الالتهابية مقارنة بالمجموعة الضابطة.
تشير الدراسات أيضًا إلى أنه يمكن تقليل حب الشباب عن طريق الاستخدام الموضعي لهلام شجرة الشاي بسبب خصائصه المضادة للميكروبات. منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على سم النحل وشجرة الشاي قد تساعد على مكافحة حب الشباب.
قد يكون الحفاظ على بشرة متوهجة شابة مع التقدم في العمر مهمة شاقة. تفقد البشرة الكولاجين مع التقدم في العمر مما يتسبب في ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد وترهل الجلد.
ركزت إحدى الدراسات المعملية على تأثيرات سم النحل على خلايا جلد الإنسان التي تضررت بسبب الأشعة فوق البنفسجية. ووجدت الدراسة أن سم النحل ساعد على إصلاح تلف الخلايا وزيادة إنتاج الكولاجين.
وشملت دراسة أخرى، وهي تجربة سريرية طوعية، 22 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و49 عامًا، تلقين كريم سم النحل لاستخدامه مرتين يوميًا لمدة 12 أسبوعًا. ووجدت الدراسة أن مستحضرات التجميل التي تحتوي على سم النحل قد قللت التجاعيد بشكل عام وعمقها لدى النساء.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسات تشير إلى أن nbsp;موسين الحلزون، وهو المخاط الذي تفرزه القواقع، له تأثير مماثل على تقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة. قد يكون للمنتج الذي يحتوي على سم النحل وموسين الحلزون تأثير تآزري أقوى في تحسين ملمس الجلد.
تشير الدراسات إلى أن لسم النحل فوائد محتملة عديدة تتجاوز مجرد العناية بالبشرة، إلّا أن بعض المراجعات تنشر ادعاءات غير مدعومة عن فوائد سم النحل عبر الإنترنت. على سبيل المثال، هناك اهتمام متزايد بأن السم قد يكون له فوائد أخرى مثل المساعدة في تصريف الجهاز اللمفاوي أو حتى المساهمة في فقدان الوزن.
الجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة معقدة من الأنسجة والأعضاء المترابطة التي تساعد على نقل السائل اللمفاوي من الأنسجة إلى مجرى الدم. يمكن دعم التصريف الليمفاوي عن طريق شرب الكثير من الماء، والتنفس العميق من البطن، وممارسة الرياضة، وتدليك الجسم. وقد اقترح البعض على وسائل التواصل الاجتماعي وجود علاقة بين سم النحل والتصريف اللمفاوي حيث تعمل لصقات ومنتجات العلاج بسم النحل على تعزيز تصريف السائل اللمفاوي. ولا توجد دراسات تشير إلى أن سم النحل يعزز التصريف اللمفاوي في وقتنا الحالي. يجب إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب السريرية لدعم هذا الادعاء.
كما يُروّج للصقات سم النحل على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها طريقة سهلة وفعالة لإنقاص الوزن أيضًا. هل يساعد سم النحل على إنقاص الوزن؟ لا يوجد أي دليل حاليًا يشير إلى أن سم النحل يفيد في فقدان الوزن نظرًا لقلة الدراسات السريرية التي تركز على هذا أو انعدامها. علاوة على ذلك، لا يوجد بحث يشير إلى أن استخدام لصقات فقدان الوزن التي تحتوي على سم النحل قد يساعد في تقليل الوزن.
لقد تجاوز استخدام سم النحل مرحلة حقن الإبر في الجلد. توجد الآن كريمات وأمصال ومواد هلامية قد تساعد على تحسين صحة البشرة.
إن أفضل المنتجات الموضعية للعناية بالبشرة التي تحتوي سم النحل لا تتمتع بجودة عالية فحسب، بل تحتوي على مكونات تآزرية محتملة مثل موسين الحلزون وشجرة الشاي و الكولاجين. قد يساعد مزيج هذه المكونات على تحسين صحة ونضارة البشرة.
لقد أفادت التقارير بأن حقن سم النحل في الجسم لأغراض علاجية له آثار جانبية، إلّا أن استخدام السم عديم اللون موضعيًا قد لا يكون له أي آثار ضارة.
تشمل الآثار الجانبية الرئيسية المرتبطة باستخدام السم الذي تفرزه الحشرات حكة خفيفة وألم وتورم. يجب على الأشخاص المصابين بحساسية تجاه النحل التحدث مع أخصائي الرعاية الصحية قبل استخدام أي منتجات تحتوي على سم النحل.
يعتبر سم النحل سمًا قويًا يحمي النحل من الأذى، ولكنه أيضًا أعجوبة طبيعية. ومع استخدام سم النحل لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض والاضطرابات، فلا عجب في إضافة العناية بالبشرة إلى تلك القائمة. تشير الدراسات إلى أن سم النحل قد يلعب دورًا في الحفاظ على صحة الجلد حيث يساعد في حالات التهاب الجلد التأتبي والصدفية وحب الشباب ومكافحة الشيخوخة.
إن إضافة منتجات عالية الجودة غنية بسم النحل إلى الروتين الشامل للعناية بالبشرة، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي، قد يحافظ على نعومة بشرتك ونضارتها وتوهجها خلال السنوات المقبلة.
المراجع:
