لقد عانينا جميعًا من ذلك في فترة ما في حياتنا. قررت أن تتناول وجبة خفيفة، ووجدت أنك قد تناولت أكثر مما كنت تنوي. أو ربما الصحن الجديد الذي كنت تتوق لتناوله لا يتفق معك. ربما كنت تعاني من اضطراب المعدة لمدة طويلة لدرجة أنك لم تعد تدري ما السبب.

المعدة المضطربة، المعروفة أيضًا باسم عسر الهضم، أو سوء الهضم، عادة ما تشير إلى آلام وعدم راحة في الجزء العلوي من البطن. يمكن أن تشمل عادة إحساسًا حارقًا في الصدر والحلق، وانتفاخًا في منطقة البطن العلوية، والشعور بالامتلاء، بالرغم من أنك لم تتناول الكثير من الطعام، والغثيان، وحتى القيء.

عادة ما يحدث اضطراب المعدة بعد الإفراط في تناول الأطعمة أو المشروبات الغنية، مثل المشروبات الكحولية، لكن ليست هذه هي الحالة دائمًا. يمكن أن يحدث اضطراب المعدة كنتيجة لأحد مسببات الأمراض مثل الفيروسات أو البكتيريا، كما تم ربطه بالإجهاد، والتوازن غير السليم بين البكتيريا الضارة والنافعة في ميكروبيوم الأمعاء، وحتى اضطرابات النوم.

في حين قد يكون اضطراب المعدة مزعجًا ومثبطًا للهمم، لحسن الحظ، يمكن أن تساعد بعد الطرق الطبيعية في تخفيف الآلام وعدم الراحة. تشمل هذه الطرق الزنجبيل، والنعناع، والإنزيمات الهاضمة، والشمر، وتجنب المشهيات الغذائية.

الزنجبيل

عندما يتعلق الأمر بتخفيف اضطرابات المعدة بشكل طبيعي، يتربع الزنجبيل بالقرب من أعلى القائمة. الزنجبيل، أحد أفراد العائلة الزنجبيلية، يمثل عشبًا مزهرًا عطريًا لاذعًا يستخدم كأحد التوابل في الأطباق في العديد من الثقافات.

على الرغم من استخدامه لقرون لجعل الأطعمة لذيذة المذاق، فقد أظهرت الأبحاث أن له تطبيقًا أكثر فاعلية: تقليل الغثيان والقيء. على سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن مركبات معينة في الزنجبيل، معروفة باسم جينجيرولس، وشوجاولس، تمنع تنشيط مسارات السيروتونين في القناة الهضمية.

عندما يتم تنشيط مسارات السيروتونين في الأمعاء، يتم إطلاق السيروتونين، مما يحفز العصب المبهم. يؤدي هذا إلى زيادة الغثيان والقيء. يساعد الزنجبيل في منع تحفيز السيروتونين، والذي يمنع بدوره تحفيز العصب المبهم. يؤدي هذا إلى تقليل الغثيان والقيء، واللذان يمثلان شكوتان شائعتان بين أولئك الذين يعانون من اضطراب المعدة.

كما ثبت أيضًا أن الزنجبيل يساعد في تحسين حركة المعدة، وهي الوقت الذي تقوم فيه المعدة بتكسير الطعام الذي تناولته، وتحريكه في جميع أنحاء الجهاز الهضمي. يقلل تحسن الحركة المعوية من الشعور بعدم الراحة والامتلاء الذي عادة ما يصاحب اضطراب المعدة.

وقد تم أيضًا ربط اضطراب المعدة بالالتهاب منخفض الدرجة، خاصة عند اعتباره مزمنًا أو بحدوثه على مدى فترة طويلة. يمثل الزنجبيل مضاد التهاب قوي والذي يساعد في تقليل الانزعاج المرتبط باضطراب المعدة.

في حين تتوفر مستحضرات الزنجبيل في العديد من الأشكال التي تتراوح من الزنجبيل الطازج إلى العصير والتي قد تكون مفيدة، إلا أن الزنجبيل المجفف قد يكون له أكبر فائدة في علاج اضطراب المعدة. ويمكن أن يساعد استخدام الزنجبيل كتوابل في وجباتك على دعم هدوء الجهاز الهضمي.

الزنجبيل، الجذر العظيماقرأ المزيد

النعناع

لا يوجد شيء مهدي ومنعش مثلالنعناع، خاصة عندما تعاني من اضطراب في المعدة. تم استخدام النعناع، وهو أحد أفراد الفصيلة النباتية الشفوية، أو عائلة النعناع،على مر العصور في الطب التقليدي لتخفيف أمراض الجهاز الهضمي، وذلك لسبب وجيه.

أظهرت الدراسات أن تناول زيت النعناع يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في تخفيف اضطرابات المعدة. وتشير الدراسات إلى أن تناول زيت النعناع يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في تخفيف اضطرابات المعدة، وذلك على الأرجح بسبب المركبات القوية الموجودة في النبتة التي تسمى الفلافونويد. هذه المركبات، مثل المينثول، والمنتون، والكارفون لها مجموعة واسعة من الفوائد تتراوح من الخصائص المضادة للفيروسات والبكتيريا لتقليل الالتهابات وتسهيل استرخاء العضلات الملساء.

على سبيل المثال، يقلل تناول زيت النعناع من آلام البطن الناتجة عن متلازمة القولون العصبي (IBS)، واضطرابات المعدة. يعمل زيت النعناع على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي، مما يقلل الآلام الناتجة عن تقلصات العضلات الملساء في البطن. وبالمثل، يوفر شاي النعناع استجابة مهدئة.

يعتبر النعناع مضاد التهابات لطيف يساعد على تهدئة التهيج المرتبط باضطراب المعدة. وتظل خصائص التبريد الخاصة بالمنثول مهدئة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي.

وقد ثبت أن استخدام زيت النعناع في كل من العلاج بالروائح أو عن طريق الفم، يقلل من الضغط النفسي والعاطفي الذي يساهم بشكل كبير في إحداث اضطرابات المعدة.

زيت النعناع - لمتلازمة القولون العصبي وغيرها الكثير:اقرأ المزيد

الشمر

تم استخدام الشمرلعدة قرون في الطب الشعبي في كل شيء بدءًا من أمراض الجهاز التنفسي والاضطرابات الهرمونية، وصولاً إلى مساعدة الأمهات المرضعات على إنتاج المزيد من الحليب لأطفالهن الرضَّع. وللشمر أيضًا تقليد راسخ في طب الأعشاب في علاج مشكلات الجهاز الهضمي مثل اضطراب المعدة.

يمثل الشمر نبتة لذيذة في الفصيلة النباتية الخيمية والتي تتضمن نباتات أخرى صالحة للأكل مثل الكرفس، والبقدونس، والجزر. وبينما كان يستخدم في صنع أطباق لذيذة عالميًا، إلا أن هذا النبات الفريد له دور أيضًا في تخفيف اضطرابات المعدة.

يحتوي الشمر على مركبات فعالة مثل الأنثول، والليمونين، والفينشون، والتي تساعد في تخفيف اضطرابات المعدة.

وتشير الدراسات إلى أن الشمر يساعد في تخفيف اضطرابات المعدة بتقليل تقلصات العضلات الملساء في البطن. يساعد الشمر في تثبيط جزيء الناقل الكيميائي المسمى أستيلكولين، والذي يتسبب في تقلصات العضلات الملساء في المعدة والأمعاء. وبالعمل بنفس طريقة النعناع، قد يساعد الشمر في تقليل هذه التقلصات وبالتالي تقليل الألم الناجم عن اضطرابات المعدة.

وعن الشمر أيضًا أبحاث واعدة تشير إلى أنه يلعب دورًا رئيسيًا في حماية أنسجة المعدة من الضرر الناجم عن شرب الكحول، والذي يمكن أن يكون مفيدًا لأي شخص أدى إفراطه في تناول الكحوليات إلى اضطرابات في المعدة.

وعلى الرغم من أنه يتم تناوله عادة كشاي عشبي مهديء، إلا أنه يمكن تناول الشمر في أشكال أخرى مثل بذور الشمر، أو المكملات الغذائية مثل الكبسولات.

إليك 15 طريقة طبيعية لمعالجة مشاكل الجهاز الهضمي:اقرأ المزيد

الإنزيمات الهاضمة

تعدالإنزيمات الهاضمةطريقة رائعة للمساعدة في تخفيف اضطرابات المعدة بشكل طبيعي. عادة ما يحدث اضطراب المعدة بسبب تأخر إفراغ المعدة. يعني هذا أن الطعام الذي تناولته يستغرق وقتًا أطول من المعتاد حتى يتكسر في معدتك ويمر إلى الأمعاء الدقيقة في المرحلة التالية من الرحلة الهضمية.

يساهم تأخر إفراغ المعدة في الشعر بالامتلاء وعدم الراحة المرتبط غالبًا باضطراب المعدة. كما يؤدي أيضًا إلى ارتداد الحمض. أحيانًا يتأخر تفريغ المعدة بسبب نقص إنتاج الإنزيم الهاضم، أو ضعف وظيفته. هذا صحيح، على وجه الخصوص، لدى كبار السن.

تساعد الإنزيمات الهاضمة في تكسير الطعام الذي تتناوله في كل مرحلة من مراحل الهضم. يتسبب نقص الإنزيمات الهاضمة في زيادة صعوبة تكسير الطعام وتحويله إلى طاقة. ومع التقدم في العمر، يمكن أن ينتج الجسم إنزيمات هاضمة أقل أو أقل قوة، مما يؤدي إلى اضطراب المعدة بسبب سوء الهضم.

تشير الدراسات إلى أن تناول الإنزيمات الهاضمة بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل أعراض اضطرابات المعدة. أظهرت إحدى الدراسات انخفاض آلام البطن وانتفاخ البطن (الغازية) لدى كبار السن عند تناول إنزيمات هضمية يوميًا.

دليل سريع للإنزيمات الهضمية:اقرأ المزيد

‌‌تجنب المشهيات الغذائية

أحد أفضل الطرق للتعامل مع اضطراب المعدة هي بمنع حدوثه في المقام الأول. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تجنب بعض الأطعمة التي قد تكون حساسًا لها، أو تلك التي تتسبب في اضطراب معدتك. من المرجح أن بعض الأطعمة، مثل الأطعمة المصنعة في المصنع، تساهم في اضطراب المعدة. قد يكون هذا نتيجة انخفاض مستوى الألياف، أو زيادة كميات الصوديوم، أو زيادة عدد المواد الحافظة الموجودة في الأطعمة المصنعة.

يمكن أيضًا ربط الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة بأعراض اضطراب المعدة مثل الغثيان، وعدم راحة البطن. تشير الدراسات إلى أن الأطعمة المحتوية على القمح، مثل الخبر، والبسكويت، والمعكرونة، قد ترتبط بارتفاع معدل الإصابة باضطراب المعدة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الاضطرابات الهضمية، لكن قد يكون لديهم حساسية، غير مشخصة، من القمح أو الجلوتين.

يمكن أن يلعب الكحول، والكافيين، الشوكولاته دورًا في سوء الهضم لدى أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه هذه الأطعمة. وجدت إحدى الدراسات أن استهلاك الكافيين من خلال القهوة أثار أعراض اضطراب المعدة في 53% من المشاركين الذين عانوا بالفعل من آلام مزمنة في المعدة.

وقد وُجد أيضًا أن الأطعمة عالية الحموضة، مثل الحمضيات والطماطم، أو الأطعمة الحارة، مثل الهاليبينو، تؤدي إلى تفاقم اضطراب المعدة وزيادة معدل حدوث حرقة المعدة. يمكن أن يساعد تجنب الأطعمة، التي تعرف أنها من المحتمل أن تسبب اضطرابًا في المعدة، على منع أي ألم أو إزعاج في المعدة في المستقبل.

وسواء كنت تعاني من اضطراب المعدة لبرهة قصيرة، أو كنت تعاني لمدة أطول، فإن الألم وعدم الراحة الناتجين عن اضطراب المعدة يمكن أن يزيلا المتعة من حياتك. عندما تعاني من اضطراب المعدة، فإن الألم، وعدم الراحة، والانتفاخ، والغثيان، والقيء قد يبدو بلا نهاية، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك.

لحسن الحظ، هناك طرقًا طبيعية للتخلص من اضطراب المعدة. بتضمين الزنجبيل، والنعناع، والإنزيمات الهاضمة، والشمر في نظام الغذائي، وتجنب المشهيات الغذائية، يمكنك تقليل أعراض اضطراب المعدة، وقد يمنحك الراحة التي أنت في أمس الحاجة إليها.

المراجع:

  1. Labanski A, Langhorst J, Engler H, Elsenbruch S. Stress and the brain-gut axis in functional and chronic-inflammatory gastrointestinal diseases: A transdisciplinary challenge. Psychoneuroendocrinology. 2020;111:104501. doi:10.1016/j.psyneuen.2019.104501
  2. Shin A, al e. The Gut Microbiome in Adult and Pediatric Functional Gastrointestinal Disorders. Clinical Gastroenterology and Hepatology. 2019;17(2):256-273.
  3. Zhen-Peng H, al e. Correlation between sleep impairment and functional dyspepsia. Journal of International Medical Research. 2020;48(7).
  4. Hu M. Effect of ginger on gastric motility and symptoms of functional dyspepsia. World J Gastroenterol. 2011;17(1):105. doi:10.3748/wjg.v17.i1.105
  5. Enck P. Functional Dyspepsia. Nature Reviews Disease Primers. 2017;3.
  6. Mao Q, Xu X, Cao S et al. Bioactive Compounds and Bioactivities of Ginger (Zingiber officinale Roscoe). Foods. 2019;8(6):185. doi:10.3390/foods8060185
  7. McKay D, Blumberg J. A review of the bioactivity and potential health benefits of peppermint tea (Mentha piperita L.). Phytotherapy Research. 2006;20(8):619-633. doi:10.1002/ptr.1936
  8. Khanna R, MacDonald J, Levesque B. Peppermint Oil for the Treatment of Irritable Bowel Syndrome. J Clin Gastroenterol. 2014;48(6):505-512. doi:10.1097/mcg.0b013e3182a88357
  9. Duboc H, Latrache S, Nebunu N, Coffin B. The Role of Diet in Functional Dyspepsia Management. Front Psychiatry. 2020;11. doi:10.3389/fpsyt.2020.00023
  10. Duncanson K, Burrows T, Walker M, Talley N. Food and Functional Dyspepsia: A Systematic Review. Gastroenterology. 2017;152(5):S303. doi:10.1016/s0016-5085(17)31301-x
  11. Sudha K, Kumar V, Bennur S, Dhanasekar K. A prospective, randomized, open-label, placebo-controlled comparative study of Bacillus coagulans GBI-30,6086 with digestive enzymes in improving indigestion in geriatric population. J Family Med Prim Care. 2020;9(2):1108. doi:10.4103/jfmpc.jfmpc_922_19
  12. Badgujar S, Patel V, Bandivdekar A. Foeniculum vulgareMill: A Review of Its Botany, Phytochemistry, Pharmacology, Contemporary Application, and Toxicology. Biomed Res Int. 2014;2014:1-32. doi:10.1155/2014/842674